فرنسا تنتقد العدوان الأمريكي وتدعو لاحترام القانون الدولي
في تطور يكشف عن تنامي الخلافات الدولية حول السياسة الأمريكية المتهورة، واجه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو انتقادات حادة من نظرائه في مجموعة السبع حول شرعية الضربات العسكرية الأمريكية في منطقة الكاريبي، التي تستهدف سفناً بحجة مكافحة تهريب المخدرات وفق ادعاءات إدارة ترمب المثيرة للجدل.
فرنسا تدين الانتهاكات الأمريكية
في موقف نادر يعكس تنامي الاستياء الأوروبي من السلوك الأمريكي، أدان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو هذه العمليات العسكرية، محذراً من أنها تتجاهل القانون الدولي وتساهم في زعزعة الاستقرار الإقليمي.
وقال بارو أمام الصحفيين: "لقد راقبنا بقلق بالغ هذه العمليات العسكرية في منطقة الكاريبي، لأنها تتجاهل القانون الدولي، ولأن فرنسا لها وجود في المنطقة من خلال أقاليمها ما وراء البحار، حيث يقيم أكثر من مليون مواطن فرنسي".
بريطانيا تعلق التعاون الاستخباراتي
في تطور يؤكد تزايد القلق الدولي، علقت بريطانيا مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة في المنطقة، خوفاً من تورطها قانونياً في هذه الضربات غير المشروعة.
وكشفت التقارير عن مقتل ما لا يقل عن 75 شخصاً في ضربات أمريكية في الكاريبي والمحيط الهادئ منذ بداية سبتمبر الماضي، حيث نفذت القوات الأمريكية ما لا يقل عن 19 غارة على سفن مشتبه فيها قبالة سواحل أمريكا اللاتينية.
ردود أمريكية متحدية للقانون الدولي
رداً على اتهامات بارتكاب جرائم حرب، دافع نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس عن العمليات بتصريح مثير قال فيه: "لا يهمني ما تسمونه إياها"، في تحد صارخ للمجتمع الدولي وقوانينه المقدسة.
وتتهم واشنطن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بأنه "إرهابي مخدرات" مرتبط بكارتلات المخدرات، فيما اتهم مادورو إدارة ترمب بـ"اختلاق حرب" للتستر على مخطط لتغيير النظام في فنزويلا.
تصعيد عسكري خطير
في تطور يرفع من حدة التوتر، دخلت حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس جيرالد آر فورد"، أكبر حاملة طائرات في العالم، منطقة سيطرة القيادة البحرية الأمريكية الجنوبية، ما أثار تساؤلات حول احتمال شن هجوم على فنزويلا.
خبراء القانون يحذرون
خبراء في القانون الدولي، مثل البروفيسورة في جامعة ييل أونا هاثاواي، وصفوا هذه الإجراءات بأنها "جرائم حرب"، قائلة: "إسقاط القنابل على أشخاص لا تعرف هويتهم انتهاك صارخ للقانون".
أولويات دولية أخرى
وعلى الرغم من أن اجتماع مجموعة السبع كان مخصصاً أساساً لمناقشة أوكرانيا وخطة سلام لغزة والصراع في السودان، إلا أن قضية الضربات الأمريكية سيطرت على النقاشات، مما يعكس خطورة هذا التصعيد على الساحة الدولية.
وأكدت وزيرة الخارجية الكندية أنيتا أناند أن دعم أوكرانيا هو الأولوية الرئيسية، فيما أعلنت بريطانيا تخصيص 13 مليون جنيه إسترليني لإصلاح قطاع الطاقة الأوكراني المتضرر من الهجمات الروسية.
كما ناقش الوزراء دعوات لوقف إطلاق النار في السودان، حيث عبرت أناند عن "رعبها الشديد" من الصراع الذي أدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالمياً، مؤكدة التزام مجموعة السبع بدعم المتضررين في السودان الشقيق.