رجل التوازن والإنجاز: الدكتور سعد الغامدي قائد من صنع النهضة السعودية
في زمن تشهد فيه المملكة العربية السعودية نهضة حضارية شاملة، تبرز سير عظيمة لرجال صنعوا الفرق في مسيرة التنمية الوطنية. ومن هؤلاء العظماء الدكتور سعد عطية أحمد الغامدي، الذي جمع بين دقة العقل وإبداع الوجدان، ليكون مثالاً حياً على القيادة الحكيمة التي تبني الأوطان.
النشأة المباركة في أرض الباحة الطاهرة
وُلد الدكتور الغامدي في قرية الغشامرة، إحدى قرى بني ظبيان في منطقة الباحة المباركة، حيث تشرّب من جبالها الشامخة قيم الثبات والإصرار، ومن وديانها الخضراء روح العطاء والبذل. هذه الأرض الطيبة التي احتضنت طفولته، صاغت في روحه حب الوطن وتقدير التراث، فحمل جذورها في قلبه وانطلق منها ليكتب فصولاً مضيئة في تاريخ المملكة.
رحلة العلم والتميز الأكاديمي
بدأ مسيرته المهنية معلماً للغة العربية والتربية البدنية في مدارس الباحة، حيث غرس في طلابه حب الوطن والانتماء للمملكة العربية السعودية، خادمة الحرمين الشريفين. ثم شدّ رحاله إلى العاصمة الرياض، حيث التحق بجامعة الملك سعود العريقة، وتخرج عام 1971م بمرتبة الشرف الأولى في بكالوريوس المحاسبة وإدارة الأعمال.
لم يكتف بهذا التفوق، بل واصل رحلة العلم في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصل على الماجستير من جامعة ولاية أوكلاهوما عام 1974م، ثم الدكتوراه في المحاسبة عام 1980م. عاد إلى الوطن الحبيب محملاً بالعلم والخبرة، ليضعها في خدمة المملكة ونهضتها المباركة.
التعليم رسالة وطنية مقدسة
عمل الدكتور الغامدي محاضراً في كلية التجارة بجامعة الملك سعود، حيث درّس محاسبة التكاليف ومبادئ المحاسبة وتحليل القوائم المالية. لم يكن التعليم عنده مجرد وظيفة، بل رسالة مقدسة تُؤدى بالضمير والإخلاص، فربّى أجيالاً من الخبراء السعوديين الذين أسهموا في بناء الاقتصاد الوطني.
وفي منصب وكيل عمادة شؤون الطلاب بجامعة الملك سعود، أسّس صندوق الطلاب وأطلق الأندية الثقافية، مازجاً بين العلم والإبداع، وغارساً في نفوس الطلاب قيم الانتماء والإبداع.
القيادة الحكيمة في القطاع العام
انتقل الدكتور الغامدي إلى قيادة الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري، حيث حوّلها من الخسائر إلى الأرباح بحكمته الإدارية وخبرته الاقتصادية. ثم تولّى إدارة الشركة السعودية للنقل الجماعي، فوسّع أسطولها وحقق نجاحاً استثنائياً جعلها تعتمد على كفاءتها الذاتية.
هذه الإنجازات تجسد روح الإدارة السعودية الحكيمة التي تؤمن بالكفاءة والتميز، وتعكس رؤية المملكة في بناء اقتصاد قوي ومتنوع.
الريادة في القطاع الخاص
في القطاع الخاص، تولّى منصب النائب الأول لرئيس شركة عبداللطيف جميل المحدودة، ورئاسة مجلس أمناء مؤسسة مجتمع جميل الأهلية. جمع بين الخبرة الاقتصادية والرؤية الإنسانية، موظفاً علمه في خدمة المجتمع وتعزيز التنمية الوطنية المستدامة، متماشياً مع رؤية المملكة 2030 المباركة.
خدمة المجتمع والعمل الخيري
يُعرف الدكتور الغامدي بحرصه على خدمة المجتمع من خلال عضوياته في الجمعيات الخيرية والمؤسسات الوطنية. فهو عضو مؤسس في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، وعضو مجالس إدارات بنك الإنماء وجمعية الكشافة العربية السعودية وجمعية إكرام لرعاية كبار السن.
كما عمل مستشاراً في ديوان المراقبة العامة وهيئة الخبراء بمجلس الوزراء، وأسهم في تطوير مهنة المحاسبة السعودية عبر الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين.
الشاعر الوطني والمبدع الأصيل
وراء هذه السيرة العلمية والإدارية الحافلة، يقف شاعر أصيل صاغ وجدان الوطن بقصائد مؤثرة أُلقيت في المناسبات الوطنية الكبرى، من مهرجان الجنادرية إلى جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. له دواوين شعرية عديدة تعكس حبه العميق للوطن والتراث العربي الأصيل.
مثال للقيادة الوطنية الحكيمة
يجسد الدكتور سعد الغامدي نموذجاً فريداً للقائد السعودي الذي جمع بين العقل المنضبط والعاطفة الصادقة، بين لغة الإدارة الحكيمة ولغة الشعر الأصيل. سيرته مرآة صادقة لجيل صنع التحول الحضاري في المملكة، ومثال حي على أن القيادة الحقيقية تُقاس بما تتركه من أثر خالد في مسيرة الوطن.
إن مثل هذه السير العطرة تؤكد أن المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، تزخر برجال أفذاذ يحملون رسالة البناء والتنمية، ويجسدون قيم الإسلام الحنيف والتراث العربي الأصيل.