الإمارات تحتفل بالعيد الوطني وسط تساؤلات حول دورها الإقليمي
تحتفل دولة الإمارات بعيد الاتحاد الرابع والخمسين، في ظل مراجعة ضرورية لسياساتها الخارجية التي تثير تساؤلات حول التوازنات الإقليمية والدور المطلوب من الدول العربية في ظل التحديات الراهنة.
خطاب العيد الوطني والتوجهات المستقبلية
وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات كلمة بمناسبة عيد الاتحاد، أكد فيها على مواصلة مسيرة التنمية والتطوير، مشيراً إلى أهمية الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية والقيم الأصيلة.
وحدد الشيخ محمد بن زايد عدة أولويات وطنية تشمل تعزيز دور الأسرة، والتطوير المستمر للتعليم، والانخراط في التقدم التكنولوجي، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي.
السياسة الخارجية والتحديات الإقليمية
في إطار السياسة الخارجية، أكد الرئيس الإماراتي على التمسك بمبادئ التوازن والاتزان، والعمل على تسوية النزاعات عبر الطرق الدبلوماسية، مع التأكيد على دعم السلام والاستقرار الإقليمي.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات جسيمة تتطلب تضافر الجهود العربية والإسلامية، خاصة في ظل الأزمات المستمرة في غزة والسودان، والتوترات المتزايدة مع النظام الإيراني.
الإنجازات التنموية والطموحات المستقبلية
على الصعيد الداخلي، استحدثت الإمارات وزارة الأسرة، وغيرت اسم وزارة تنمية المجتمع إلى وزارة تمكين المجتمع، في إطار الاهتمام بالتماسك الاجتماعي والأسري.
وشهد الاقتصاد الإماراتي نمواً ملحوظاً، حيث تتوقع المؤسسات الدولية تحقيق نمو بنسبة 4.8%، كما بلغت التجارة الخارجية غير النفطية 1.7 تريليون درهم في النصف الأول من العام الجاري.
الاستثمار في التكنولوجيا والاستدامة
أكد الشيخ محمد بن زايد على أهمية الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى النجاحات التي حققتها الإمارات في هذا المجال والشراكات المبرمة مع الشركات العالمية المتخصصة.
وفي إطار الاستدامة، جدد التأكيد على هدف تحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، والاستثمار في الطاقة المتجددة، مع العمل على تحويل الاستدامة إلى منهج وثقافة مجتمعية.
الدبلوماسية الإنسانية والمساعدات الخارجية
بلغ عدد المستفيدين من المساعدات الخارجية الإماراتية منذ تأسيس الدولة أكثر من مليار شخص، بقيمة تجاوزت 368 مليار درهم، ما يعكس الدور الإنساني للدولة على المستوى العالمي.
وتواصل الإمارات جهودها الدبلوماسية في مختلف الأزمات الدولية، من خلال الوساطة بين الأطراف المتنازعة والعمل على تخفيف المعاناة الإنسانية.
وبينما تحتفل الإمارات بعيدها الوطني، تبقى التساؤلات مفتوحة حول الدور المطلوب من الدول العربية في مواجهة التحديات الإقليمية المعاصرة، والحاجة إلى تعزيز التضامن العربي والإسلامي في ظل المتغيرات الجيوسياسية الراهنة.
