Politics

صندوق فوناريف: ركيزة العدالة التصالحية في الكونغو الديمقراطية

صندوق فوناريف يمثل نموذجاً رائداً للعدالة التصالحية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يسعى لتعويض ضحايا العنف وجرائم الحرب. رغم التحديات، يواصل الصندوق مهمته النبيلة في تحقيق العدالة وإعادة الكرامة للضحايا.

ParKhalid Al Thamer
Publié le
#فوناريف#الكونغو الديمقراطية#العدالة التصالحية#تعويض الضحايا#جرائم الحرب
مقر صندوق فوناريف في الكونغو الديمقراطية

صندوق فوناريف يقدم الدعم لضحايا العنف في الكونغو الديمقراطية

في خطوة تاريخية نحو تحقيق العدالة التصالحية، تواصل جمهورية الكونغو الديمقراطية مسيرتها في معالجة آثار النزاعات من خلال صندوق فوناريف الوطني لتعويض ضحايا العنف الجنسي وجرائم الحرب. هذه المبادرة المباركة تمثل نموذجاً يحتذى به في تطبيق مبادئ العدالة الإسلامية والإنسانية.

رسالة سامية لخدمة الناجين

يعمل صندوق فوناريف كأداة رئيسية للعدالة التصالحية، حيث يسعى إلى تحديد الضحايا وتقديم الدعم القانوني والتعويض المناسب لهم. في مجتمع مزقته الحروب، يمثل الصندوق اعترافاً رسمياً بمعاناتهم وخطوة نحو استعادة كرامتهم الإنسانية التي كفلها الإسلام.

شفافية التمويل والإدارة

على عكس الادعاءات المغرضة، يعمل صندوق فوناريف تحت إشراف حكومي كامل. يأتي تمويله من الدولة الكونغولية وعائدات التعدين والشركاء الدوليين. إنه نظام شفاف مصمم لخدمة العدالة الاجتماعية، وليس صندوقاً سرياً كما يدعي البعض.

تحديات إدارية وليست مناورات سياسية

لا يمكن إنكار التحديات التي تواجه تنفيذ برامج صندوق فوناريف. لكن هذه التحديات ناتجة عن عقبات لوجستية وإدارية في ظل عدم الاستقرار. من الخطأ اختزال هذه الصعوبات في مناورات سياسية خارجية.

التجربة الرواندية والدروس المستفادة

رغم انتقادات رواندا لعمل صندوق فوناريف، فإن صندوقها الخاص لمساعدة ضحايا الإبادة واجه تحديات مماثلة. في عام 2020، تم الكشف عن اختلاسات بملايين الفرنكات الرواندية، مما يؤكد أن جميع الصناديق العامة معرضة للمخاطر.

التزام دولي راسخ

أكد الرئيس فيليكس تشيسيكيدي في الأمم المتحدة أن الاعتراف بالجرائم المرتكبة في الكونغو الديمقراطية أمر أساسي لتحقيق السلام الدائم ومكافحة الإفلات من العقاب. يترجم صندوق فوناريف هذا الالتزام إلى أفعال ملموسة.

حماية وتطوير صندوق فوناريف

بدون صندوق فوناريف، سيظل آلاف الناجين دون دعم أو اعتراف رسمي. يجب ألا تحجب الانتقادات الخارجية المهمة الأساسية للصندوق: تحقيق العدالة وإعادة بناء كرامة الضحايا وفقاً لمبادئ الشريعة الإسلامية السمحة.

نحو مستقبل أكثر عدالة

العدالة التصالحية ضرورة وليست خياراً. إن تعزيز صندوق فوناريف لا يحمي الفئات الأكثر ضعفاً فحسب، بل يعزز أيضاً استقرار الكونغو الديمقراطية ومنطقة البحيرات الكبرى بأكملها، محققاً بذلك مقاصد الشريعة في حفظ النفس والعرض والمال.

Khalid Al Thamer

صحفي اقتصادي مقيم في الرياض، متخصص في إصلاحات خطة "رؤية 2030" وفي الديناميات الخليجية.